محاحاة الزبيري للشاعر وضاح السوادي ابو شادي

(زفــراتٌ من الجحيـــم )
محـاكاة لسيدي أبي الأحرار
الشهيد الزبيري في صيحة البعث.
وضــاح أبو شـــادي
--------------------------------
دع الحكـــاية للتـأريخ يا ألـــمُ
فههنــا تُذبـحُ الأجيـــالُ والأمُـــــمُ

لملــمْ نـزيفكَ فالتــأريخُ باتَ لهُ
مثلي ومثلك ياجــرحي يــدٌ وفــــمُ

هنـا العـروبةُ في أبطالها ذبُحتْ
والظـلم يضحـكُ للـدنيـــا ويبتســمُ

هنــا البراعمُ تعوي في مقابرها
وههنـــا اجثت الأعــراف والقيــــمُ

هنا الشياطين هبت من مضاجعها
تطغــى وتعبــث بالدنيــا وتلتهـــمُ

لسنا الألى أيقضوها من مراقدها
الجهل أيقضهـــا والحقــد والنهـــمُ

إنّ الحروف التي صلّتْ على شفتي
باتت جحيمــاً على الأوراق تحتـــدمُ

إن الجيــوش التي كانت لنـا أمــلاً
عــادت سعيراً من الأحـرار تنتقــمُ

إن النظام الذي عشنـــا نُقدّسُـــهُ
دهراً غدا لعنـةً تصغـي لها الأُمَــــمُ

إنّ اللصــوص وإن كانــوا أراذلنـا
لهم ذيـــولٌ مع الأطفـــال تختصـــمُ

يستعطفون ملوك الأرض في ضعةٍ
ويغـدرون بذي القربى إذا عـزمــوا

فمـايـرف على تأريخــهم علــمٌ
ولايحــــنُّ إلى أمجـــادهم قلــــمُ

شؤم الطلائـع لاقربى تشفّعهـم
فينــا ولاعــروةٌ وثقى ولارحـــــمُ

إن عدّ أهل الغوى كانـوا أئمتهـم
أوقيل من أحقــر الأنذال قيلَ همـو

اليـوم منهم جبين الأرض منكسـراً
يطغى عليـه الأسى والحزن والنـدمُ

غــــدا ستنبعث الأجيال تلعنـــهم
بهم سنبتـــدأُ الدعــوى ونختتـــــمُ

والشعب لوكان حياً ماستخف بـــه
وغـــدٌ ولاعاث فيـه القاتلُ الصنـــمُ
…………… .
وضاح السوادي
أبوشــــادي